الأربعاء، 20 أغسطس 2008

نحو أسطورتنا الذاتية

كل إنسان منّا يحوي في داخله كماً كبيراً من الأحلام والطموحات والتطلعات إلى المستقبل،
وكل منّا يرى نفسه في مرآة الآتي شخصاً ما متفوقاً ومتميزاً في مهمته أو مهنته،
كلنا نمتلك الأحلام الكبيرة، لا أحد يمتلك حلماً ضئيلاً ليكون حلم حياته.
.دائماً الحلم كبير وواسع وجميل وجالب للسعادة أيضاً
.ليس عيباً أن نتمنى لأنفسنا النجاح ولا التفوق،
وليس من الخطأ أن تكون هنالك خصوصية لحلم كل واحد منا
فالخطوة الأولى للنجاح تبدأ من رسم لهيكل المستقبل في أطر ما نحلم به .
والجميع دون استثناء يتحمس لهذه الخطوة الأولى، ويبادر إليها مسرعاً ويحشد لها كل تفكيره وإمكاناته وطاقاته
.ولكن .. ماذا بعد الحلم ؟ وما هي الخطوة التالية لصناعة الهدف ؟
أليست هي العمل ؟!
هنا عند الخطوة التالية تفتر الهمم، ويتكاسل الكثير عن خطوها، ويستثقلون عبورها،
لأنهم ببساطة يريدون الوصول مباشرة إلى خط النهاية .. إلى الغاية المنشودة
هي ولا شك المرحلة الأصعب، يتثاقلونها لأنها تحتاج إلى الجديّة والمثابرة،
وكثير جداً من الصبر والعطاء..
وقد يحاولون كثيراً عبورها لكنهم يخفقون بكل أسف، لأن زاد الصبر ينفذ من حقائبهم، وتجف واحات قلوبهم من الرغبة في بذل المزيد .
مشكلتنا اليوم هي أننا نريد الحصول على " الكنز " دون أن نفكر كيف نصل إليه ،
ودون أن نطلع على خارطة الطريق ،
و دون أن نرغب في لمس لحظات الاستكشاف و المتعة و اكتشاف الجديد الذي سيقابلنا خلال رحلة بحثنا عن أسطورتنا الذاتية ،
بل دون أن نعبأ بعلامات الطريق
.بائع للحلوى تميز وجهه ابتسامة و سماحة ، منفتحا على الحياة ، وعندما سأل عن ذلك قال : لا أصنع الحلوى لأني أريد أن أرحل أو أريد أن أتزوج فتاتي ، لا ، إنني أصنع الحلوى لأني أحب هذه المهنة
و على غرار ذلك فأنا لا أدرس الطب لأني أريد ان أنهى دراستي ، أو أن أحصد أعلى الشهادات ، لا ، إنني أدرس
لأني أحب هذه الدراسة ؛ فهى العلامات التي ستقودوني نحو أسطورتي الذاتية ..
و لهذا قالوا : إذا أردت أن تعرف هل أنت قريب من أسطورتك الذاتية أو بعيد عنها ، فأنت لا تحتاج سوى النظر في مرآتك و أنت تبحث عن أسطورتك .أي : أثناء عملك .
النجاح المعلّب الذي يقدم إلينا دون عناء قد نسعد به قليلاً لكنه لن يهبنا أبداً شعور الراحة والطمأنينة كوننا حصدناه عن جدارة واستحققناه بجهدنا وتعبنا
أعمالنا اليومية كثيراً ما نهملها لمخاوف تعترينا كونها شاقة أو صعبة، أو ربما مملة رتيبة، وذلك لأن الرغبة قد ماتت من قلوبنا، وفقدنا المتعة الحقيقية في مزاولة العمل
ماذا إن كان العمل هو هدفنا؟ .. هو كنزنا الحقيقي ، وليست نتيجته .
.ماذا إن استمتعنا بكل لحظة كوننا نقدم لأنفسنا مهنة شريفة ولأمتنا إنجازاً يقودها إلى ركب التقدم ؟
..إنه لشعورٌ رائعٌ أن نعيش لحظات العمر بكثير من متعة ورضا عن النفس،
والشعور الأروع هو ذلك النجاح الكبير الذي يقدّم إلينا دون أن ننتظره
.مهما كبرت أحلامنا واتسعت وكانت رائعة، فالأروع أننا صنعناها بأيدٍ متقنة،
وسرنا إليها برويّة، ولم نتخاذل عن تحقيقها كما فعل الآخرون
ويحضرني الآن مثلٌ صينيٌّ يقول : يهب الله كل طائر رزقه، ولكن لا يلقيه له في العش .
فليكن تحليقنا كالطيور رفيعاً سامياً عالياً، لننظر إلى الكون نظرة أوسع، ولكن نرجع إلى أعشاشنا بغنائم أكبر

ليست هناك تعليقات: