الجمعة، 29 أغسطس 2008

كلية البترجي للعلوم الطبية والتكنولوجية

كلية البترجي .. وخطوة على طريق النهضة
كل يوم في التاسعة مساء على قناة الرسالة الفضائية
تصعد روحي .. لتحلق هناااك بعيدا.. حول فرسان كلية البترجي للعلوم الطبية والتكنولوجية
حينها .. أكاد أبكي ، بل أفرح
أبكي على نفسي ؛ لأني لست معهم
وأفرح لأمتي ؛ لاحتوائها مدينة طبية كمدينة البترجي
والآن أترككم مع نبذة عن الكلية
أهداف كلية البترجي
BMC aims to be a leading Educational Committee in Medical and Technological Sciences that provides communities with professional in all various medical educational fields. Such professionals, who are of strong ethical values and are capable of ensuring and maintaining compassionate patient care of international high standards of excellence, on both their community and hospital levels to fulfill their relative health needs.
الترجمة
تتطلع كلية البترجي للعلوم الطبية والتكنولوجيا لتكون هيئة تعليمية طبية رائدة قادرة على تخريج متخصصين أكفاء ومتميزين في جميع المجالات التعلمية الطبية المختلفة وأصحاب القيم العالية والمتميزين بالقدرة على تقديم الخدمات الإنسانية الطبية حسب أرقى المقاييس العالمية التي تلبي الحاجات الصحية للمستشفيات والمجتمعات
النشاطات
**To provide advanced educational systems in the medical fields, fulfilling the needs of community and the region and maintaining high international standards.
**To conduct educational and research programs in the various medical fields.
**To develop, maintain and upgrade the skills of our students in the various medical fields.
**Encouraging the students to implement the independent and critical analysis styles of education through their college study and their social lives.
**To promote health awareness and disease prevention through educating the public to be alert for the various diseases and to care for their health.
**To help in assessing the public healthcare needs and to meet these needs by developing and managing appropiate approaches.
الترجمة
تقديم نظم تعليمية متقدمة في المجالات الطبية تراعي حاجات المجتمع والمنطقة وتواكب أعلى المقاييس العالمية. تخطيط وتنفيذ البرامج التعليمية والبحثية في المجالات الطبية تنمية وتطوير مهارات الطلبة ودعمها بالتطوير التقني في المجالات المختلفة. تشجيع الطالب على أسلوب التعلم النقدي والمستقل في الدراسة الجامعية وفي الحياة العامة. نشر الوعي الصحي بين المواطنين بهدف الإهتمام بالصحة العامة ومكافحة الأمراض. دعم حاجات الصحة العامة للمجتمع بواسطة تطوير وإدارة الوسائل المناسبة.
***
يبقى أن أخبركم بشيء عجيب
!!!
اقرءوا موضوعي : مثلث مصري بلا أضلاع
الذي كتبته وأنا لا أعلم شيئا عن أهداف ونشاطات كلية البترجي
لتحتفلوا معي
فحلمي أصبح حقيقة
وتخطيطي أصبح واقعا ملموسا
فاللهم لك الحمد كله

اسم مرض سيدنا أيوب عليه السلام

كان سيدنا أيوب عليه السلام مصابا بمرض
جلدي اسمه الفقاع
Pemphigus
ما هو هذا الفقاع ؟
مرض ذاتىّ المناعة نادر
يتميز بظهور تحوصلات فقاعية و تآكُلات على الجلد والأغشية المخاطيّة, بالأكثر
داخل الفم
Pemphigus >>> bullae(blisters) on the skin which rupture and cause ulcers
حيث تنفصل الخلايا الكيراتينية المكونة للجلد عن بعضها البعض وتستبدل بسائل الفقاعة
الفقاع له عدة أنواع منها
pemphigus vulgaris (الفقاع الدارج ) , pemphigus foliaceus ( الفقاع ورقي الشكل) and paraneoplastic pemphigus (الفقاع المتعلق بالأورام)
علاج الفقاع
الهدف الرّئيسيّ من العلاج هو تقليل تكوُّن الفقاعات , منع العدوى الميكروبية و تحفيز إلتئام الفقاعات والّتآكلات
نسأل الله لنا ولكم العافية

الخميس، 28 أغسطس 2008

فقدان السمع المفاجيء

فقدان السمع المفاجئ
وهو ما يكون غالباً في إحدى الأذنين ويصاحبه طنين في الأذن وخمول- يعد حالة طارئة تحتاج لمعالجة سريعة. الصم
الأسباب 1- اضطراب في الأذن الداخلية 2- حدوث خلل في إمدادات الأكسجين والغذاء إلى خلايا الشعر 3- قد ينتهي الأمر بموت خلايا الشعر ويكون فقد السمع ناجماً عن نقص الإشارات الواصلة إلى المخ
العلاج ترقيق الدم فيتامين ب الكورتيزون العلاج بالأكسجين
الأسباب التي تؤدي إلى حدوث مشاكل في الأذن الوسطى اضطراب عمل الخلايا العصبية في بالأذن الداخلية التوتر المستمر عدوى فيروسية أمراض القلب- السمنة - ارتفاع ضغط الدم - السكري - ارتفاع نسبة الكولسترول

أ..ب..أذن وسطى

الأذن الوسطى
عبارة عن تجويف يقع خلف الطبلة ويتصل بتجويف البلعوم بواسطة قناة استاكيوس ، المسئولة عن تعادل الضغط الجوي على جانبي غشاء الطبلة ، وتوجد في الاذن ثلاث عظيمات سمعية هي ( المطرقة ، السندان ، الركاب ).
للاذن الوسطى اهمية خاصة فإلى جانب نقلها الموجات الصوتية من غشاء الطبلة إلى الاذن الداخلية تقوم بموازنة الضغط داخل الاذن مع
الضغط الجوي الخارجي عن طريق قناة استاكيوس
نقل الصوت تدخل الأمواج الصوتية التي يحملها الهواء مجرى السمع الخارجي وتصطدم بغشاء الطبل فتهزه, وتهتز باهتزازه قبضة المطرقة المنطمرة فيه وينتقل الاهتزاز إِلى عظم السندان فعظم الركاب, الذي يؤدي اهتزاز قاعدته المنطبقة على النافذة البيضية إِلى اهتزاز اللمف المحيطي الموجود على جدارها الداخلي في الأذن الباطنة, وبذلك تنتقل الاهتزازات الصوتية من اهتزازات هوائية إِلى اهتزازات سائلة في اللمف المحيطي بوساطة غشاء الطبل وعظيمات السمع الثلاث.
عضلات توجد عضلتان: عضلة المطرقة أو موترة غشاء الطبل: عملها توتير هذا الغشاء بجذب قبضة المطرقة إِلى الداخل, عضلة الركاب :وهي أصغر عضلة في الجسم عملها جذب الركاب إِلى الخلف لتخفف اهتزازه عند التعرض للأصوات الشديدة فتحمي بذلك الأذن الداخلي.
أمراض الاذن الوسطى امراض الأذن الوسطى تؤدي إلى اضطراب آلية السمع وينتج ذلك عن حدوث اضطراب في جهاز نقل الاصوات إلى الاذن الباطنة كما ان اتصالها ايضا بالبلعوم والدماغ يجعلها تؤثر او تتأثر بهما فتنقل اليهما المرض او تسبب فيهما اعراضا او على العكس. تصاحب امراض الاذن الوسطى اضطرابات حادة توقظ المريض من نومه وتمنعه من القيام بعمله وتؤدي إلى اضطراب حياته اليومية وتعطيل نشاطاته المختلفة. اهم امراض الاذن الوسطى انثقاب غشاء الطبلة
ينتج هذا الانثقاب عن اسباب مختلفة منها ادخال جسم دقيق في الاذن بقصد تنظيفها حيث يشعر المرء بوخزة الم بسيطة. الانفجارات الشديدة خلال الحروب فيتعدى تأثير هذه الانفجارات غشاء الطبلة ليؤدي إلى انخلاع العظيمات او اذية الاذن الباطنة. التعرض لصفعة قوية براحة اليد. التغيير السريع في الضغط الجوي كالذي يحدث اثناء الهبوط السريع في اثناء الطيران والذي يتسبب عادة بالالم. الالتهابات القيحية التي تبدأ بالاذن الوسطى او التي تنتقل اليها من التهابات البلعوم او اللوزتين. التهاب الطبلة الفقاعسي. انسداد قناة استاكيوس:
انسداد القناة يمنع دخول الهواء إلى الاذن الوسطى مما يزيد الضغط في داخلها ويسبب بالتالي احساسا بثقل داخلي في الأذن ونقصا في السمع.ومن أهم اسباب انسداد القناة: التهاب الجيوب الانفية والتهاب اللوزتين والزكام التهاب المجاري التنفسية العليا وجود اخماج في الاذن الخارجية قد تنتقل إلى الاذن الوسطى بسبب ثقب الطبلة. اورام البلعوم الانفي خصوصا عند المسنين. التهابات الاذن الوسطى:
قد تصاب الاذن الوسطى بالتهاب مصلى او قيحي كما قد يكون الالتهاب القيحي مزمنا او حادا. الالتهاب المصلي الالتهاب القيحي: يكون حادا او مزمنا: الالتهاب القيحي الحاد كثيرا ما يحدث عند الاطفال ويترافق عادة مع الاسهال والقيء ونقص السمع. الالتهاب القيحي المزمن: في هذه الحالة يكون غشاء الطبلة مثقوبا ويسيل من خلاله القيح بصورة مستمرة او منقطة تصلب الاذن الوسطى:
مرض وراثي

الأربعاء، 27 أغسطس 2008

عندما تتحدث الأذن

يردد الناس مقولة «إن العين تتكلم»، ولا شك أن العين تعبّر عن حال النفس وما يعتريها من مشاعر مختلفة، ولكن ذلك يحتاج إلى قارئ جيد للعيون يستطيع استنتاج الكثير من المعلومات من بريق العين، واتساع حدقتها، وتباعد جفنيها، واحمرار صلبتها
وكذلك فإن الطبيب يستطيع قراءة الكثير من الأمراض الجسمية عن طريق تأمل شرايين شبكية العين فيشخص من نظرته تلك داءً سكرياً أو تصلباً في الشرايين أو …..ولا ننسى طبعاً " الرأرأة " تلك الحركة الرقصية التي تقوم بها العين في ظروف مرضية خاصة، وكأنها تشير إلى الطبيب الحاذق على مكان الآفة المرضية وحجمها
ولكن ما أريد أن أتكلم عنه في مقالتي هذه هو «كلام الأذن»، فالأذن تتكلم أيضاً كأختها العين،
ولكن كيف؟
إن الوظيفة المعروفة للأذن منذ القديم أنها تستقبل الأصوات الخارجية وتحولها إلى إشارات كهربائية تسير في عصب السمع حتى تصل المراكز السمعية ومن ثم إلى قشر الدماغ، فيفهم الشخص محتوى وفحوى الكلام
ولكن العلم بعجائبه التي لا تنتهي، والتي تدل على قدرة خارقة معجزة تقف وراء خلق الكون والإنسان، كشف أن الأذن إضافة إلى وظيفتها في استقبال الصوت فإنها تصدر أصواتاً إلى الخارج أيضاً.
ففي القسم الداخلي من الأذن والذي يسمى «الأذن الباطنة»، هناك مجموعة من الخلايا تصدر إشارات كهربائية بشكل مستمر، وتتحول هذه الإشارات إلى أصوات تُصدَّرُ إلى الوسط الخارجي
ولكن من رحمة الله بنا فإن كلام الأذن لا يسمع لأنه تحت مستوى الإحساس بالصوت، وإلا لسمع كل واحد منا في رأسه صوتاً يبث باستمرار، ولأصبحت الحياة جحيماً لا يطاق
ولكن ماذا نستفيد من هذه المعرفة؟
خطا العلم خطوات قليلة في فهم هذه الظاهرة حتى الآن، ولكن ما تم استنتاجه يشرح فوائد كثيرة لهذه الظاهرة.والحقيقة العلمية تقول: إنه طالما أن خلايا الأذن الباطنة تصدر هذه الأصوات فهذا يدل على أن الأذن بقسمها العصبي سليمة، وبالتالي فإن السمع ضمن الحدود الطبيعية.وهذا الأمر يساعدنا في دراسة السمع عند المولودين حديثاً، فلو وضعنا جهازاً لاقطاً للأصوات في آذانهم واستطعنا التقاط الكلام الأذني (أو ما يسمى البث الصوتي الأذني) فهذا يدل على سلامة السمع لديهم، أما عندما تفقد الإشارة عند أحدهم فهناك شك كبير بوجود نقص سمع لديه ويجب أن يحول إلى دراسة سمعية دقيقة
وكذلك فإن العاملين في مهن يكثر فيها ضجيج الآلات يتعرضون لنقص سمع تدريجي إن لم يتخذوا أسباب الحماية والوقاية، فإذا اختبرنا بث الأذن عندهم كل فترة، وكشفنا انقطاعه في مرحلة ما، فهذا يدل على تأذي السمع نتيجة الضجيج، وعلينا تحويلهم إلى أعمال إدارية بعيدة عن الضجيج حتى لا يفقدوا السمع مستقبلاً
وهناك أمثلة كثيرة على جدوى دراسة مثل هذه الظاهرة،
ولكنني أقول إن أهم نتيجة لهذه الدراسة هي شعور العبد بالخالق الذي أوجد لنا ألغازاً عظيمة في الإنسان وطلب منا العمل والجهد للوصول إلى حلها،وكلما وجدنا حلاً شعرنا بعظمة الخالق وقدرته المطلقة على الإبداع.!!!!!!!!!!!!!

الأحد، 24 أغسطس 2008

ملكنا هذه الدنيا قرونا

ملكنـا هـذه الدنيـا قـرونـا و أخضعهـا جـدود خالـدونـا و سطرنا صحائف من ضيـاء فما نسـي الزمـان ولا نسينـا حملناهـا سيـوفـا لامـعـات غداة الـروع تأبـى أن تلينـا إذا خرجت من الأغمـاد يومـا رأيت الهول و الفتـح المبينـا و كنـا حيـن يرمينـا أنـاس نؤدبـهـم أبــاة قـادريـنـا و كنـا حيـن يأخذنـا ولــي بطغيـان نـدوس لـه الجبينـا تفيض قلوبنـا بالهـدي بأسـا فما نغضي عن الظلـم الجفونـا و ما فتيء الزمان يدور حتـى مضى بالمجـد قـوم آخرونـا و أصبح لايرى في الركب قومي وقـد عاشـوا أئمتـه سنينـا و آلمنـي و آلـم كـل حــر سؤال الدهر أيـن المسلمونـا ترى هل يرجع الماضـي فإنـي أذوب لذلـك الماضـي حنينـا بنينا حقبـة فـي الأرض ملكـا يدعمـه شـبـاب طامحـونـا شبـاب ذللـوا سبـل المعالـي و ما عرفوا سوى الإسلام دينا تعهـدهـم فأنبتـهـم نبـاتـا كريما طاب في الدنيا غصونـا هم وردوا الحيـاض مباركـات فسالـت عندهـم مـاء معينـا إذا شهدوا الوغى كانـوا كمـاة يدكـون المعاقـل و الحصونـا و إن جن المساء فـلا تراهـم مـن الإشفـاق إلا ساجديـنـا شبـاب لـم تحطمـه الليالـي و لم يسلم إلى الخصم العرينـا و لم تشهدهـم الأقـداح يومـا و قد ملـؤا نواديهـم مجونـا و ما عرفوا الأغانـي مائعـات و لكن العـلا صيغـت لحونـا و قد دانوا بأعضمهـم نضـالا و علمـا لا بأجرئهـم عيونـا فيتحـدون أخـلاقـا عِـذابـا و ياتلفـون مجتمعـا رزيـنـا فما عرف الخلاعة فـي بنـات وما عرف التخنث فـي بنينـا و لم يتشدقـوا بقشـور علـم و لم يتقلبـوا فـي الملحدينـا و لم يتبجحوا فـي كـل أمـر خطيـر كـي يقـال مثقفـونـا كذلك أخـرج الإسـلام قومـي شبابـا مخلصـا حـرا أمينـا و علمه الكرامـة كيـف تبنـى فيأبـى أن يقيـد أو يهـونـا دعونـي مـن أمـان كاذبـات فلـم أجـد المنـى إلا ظنونـا و هاتوا لي من الإيمـان نـورا وقـووا بيـن جنبـي اليقينـا أمد يـدي فأنتـزع الرواسـي و أبن المجـد مؤتلقـا مكينـا

شعر/هاشم الرفاعي

بث مباشر

اليوم الأول للدورة الرابعة للتثقيف الحضاري
" ثقافات متنوعة في حضارة جامعة "
ينظم برنامج الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة –مصر الدورة الرابعة للتثقيف الحضاري في الفترة 24- 28أغسطس 2008
يشارك في الدورة طلبة وخريجون من جميع الجامعات المصرية حيث يتلقون محاضرات عن "الحضارة العربية والإسلامية تعقد الدورة هذا العام تحت عنوان : ثقافات متنوعة في حضارة جامعة تقديم : د/ نادية مصطفى – د/ محمد عمارة – د/ جميل هاشم
لمتابعة البث المباشر للدورة ، برجاء زيارة الرابط التالي
فقط من الساعة التاسعة صباحا ، وحتى الثالثة عصرا

ذلك الطيف الخفي

طيف خفي يتبعني
يرقبني من بعيد
يتأملني
يقيس حركاتي وسكناتي
يسمع وقع نبضاتي وتردد أنفاسي
أأتوجس منه أم أسبر أغواره؟؟
هل أباغته فأقترب منه أم أتحلى بزينة الصبر والانتظار
لكنه يثير فضولي
ما أجمله من طيف قزحي اللون
بهي الطلعة
خفيف الروح
ما أبهــــــاه
!!
النور يشع من خلفي
لم أعد أرى سوى ظلي
الدفء يسري في عروقي
وتتسارع خفقات القلب
عندها تكتمل الصورة
ويظهر طيفي ألوانا من الحسن لا تضاهى
كلماته باتت تأسرني
بالإيمان تتوجني
إلى الجنان تأخذني
أي أسر هذا الطيف قد أسرني ؟
بات حرفه يسري في عروقي
وفي دمي
لقد توحدنا معا
وتتوأمت الأرواح
روح واحدة في جسدين
وطريق واحد من نور يبرز في الأفق
نختاره معا دون تردد
من بين دروب متشابكة تتعانق الحروف معا
فتشكل بوتقة من نور
وتشع على الدنيا عبارات الصفاء
وتفتتح باسم الله مشروع الإخاء
بكلمة .. سر حالها الإخلاص
ونرحل معا إلى درب النجاة
ولا زال ذلك الطيف الرائع يتبعني
يشاكسني
ويسألني : هل أزعجتك مطاراداتي النورانية على سفينتك الباحثة عن عالمها المفقود ؟
!!!

أختاه.. كوني قوية

إهداء
إلى المرأة المسلمة ، وهي شامة بين نساء الأرض إيماناً وعفّة ، حياء وطهراً .إليها وهي تتوقُ إلى ثياب السّندس والحرير ، وأساور الذهب والفضّة ، وقلائد اللؤلؤ والمرجان ، تتزيّنُ بها في الجنّة ، فتنافس الحور العين بهاءً وحسناً .. إليها وقد تاقت النفوسُ لأن ترى فيها الأمل والحياء ، وكلّ الخير والعطاء
إليها أهدي : أختاه .. كوني قوية
أريدكِ قويّة.. لا كما تتخيّلين في قوّة البطشِ والجبروت، وانسلال الأنثى من شخصيّتكِ، بل قويّة في المبدأ، في الموقف، في الثباتِ على الحقّ
أجل..... هكذا دوماً أتمنّــاكِ
كثيرون هم الأشخاصُ الذين أضاعوا معاني القوّة الحقيقيّة من داخلهم، فعبّروا عنها في أسوأ أسلوب، ظانّين بأنهم قد وفّقوا في الوصول بأسرعِ طريقٍ إلى أهدافهم
.ظنَّ البعضُ أنَّ في الصّوت قوّة، فجلجلت أصواتهم تروّع الآمنين، وما نالوا بذلك إلا البُغضَ من النّاس.
وظنّ آخرون بأن نعمة الجسم الصحيح قوّة تلبّي مطالبهم، فبطشوا بمن حولهم، وكانوا سبباًُ في تعاستهم، وقضوا حياتهم يتجرّعون الندم، ويبكون على ما فاتهم!وفي فلسفةِ الغاب المراوغة قوّة، والكذبُ قوّة، والخداعُ قوّة! مادامت تخدم الهدف المنشود.
ما أذلّ العالم القادر على التلوّن كحرباء في سبيلِ نيل الغايات مهما كانت، وما أشدّ بؤس عبيد أنفسهم، حين تغشى أعينهم عصابة سوداء تمنعهم من رؤية شمس الحقيقة ساطعة بنورها خارج أطرهم
حكمـاءُ أولئكَ القادرون على مساندة الحقّ بجلدٍ وثبات، بأسلوبٍ هادئ رصين،
أذكياء هم المتسلّحون بسلاح الابتسامة تغلّفُ أفكارهم.
إنهم يغزون ببسماتهم كلّ القلوب بسرعة، ليصيبوا بسهام الحقّ ما استطاعوا، فلا
يغادروا إلا وقد تركوا خلفهم أثراً مضيئاً.
رائعون هم الأشخاص الذين لا يتنازلون عن مبدأ، ولا يحيدون عن حقّ، ولا يجادلون في مسلّمات.
لهم رسوخ الجبال، وثبات يدفعهم لتحمّل كلّ ضرّاء في سبيل الخير..
هكذا أتمناكِ، شامخةً بدينكِ، معتزّة بهويّتكِ، واثقة من نفسكِ، قويّة بالحكمة والعقل والإقناع..فإنّ أقصرَ السّبل لتعبّري عن نفسكِ هي في أن تبتسمي في كلّ معركة، فإن لم تعلني فيها الانتصار، فقد نجحتِ في إيصالِ فكرتكِ
إضاءة
أعلى درجات القوّة، قوّة الحقّ

الجمعة، 22 أغسطس 2008

مكتبتي الحبيبة

وأنا أهمُّ بوضع كتبي الجديدة في مكتبتي ، أفتّشُ لها عن مكانٍ مناسبٍ بين أخواتها ،أستأذنُ ( زاد المعاد ) .. كي يتنحى قليلاً إلا اليمين ، وأهمسُ ( لصيد الخاطر ) .. أن يفرغ للسّكان الجدد مكاناً خاصاً إلى جواره .و أودع ( روضة المحبين ) ، ( كيف تصبح عظيما ) .. تطلبكما بعض صديقاتي
وأرتّبُها ، و أصنّفها ، وأنا مسرورة كلّ السّرور بعملي ، ذاهلة عن دقائق تمرّ ، فكأنني في جنّة أو بستانٍ حفّته الزهور من كل جنسٍ ولون ، فلا أملكُ إلا أن أتابع التنسيقَ لحديقتي بهمة ونشاط
لهذه الحديقة جزيل فضلٍ عليّ ، وكلّ حرفٍ فيها قد اقتطع مساحة من قلبي ، فكانت القلب
كم أمدتني بعلمٍ وخبرات ، وكم نهلتُ من ثقافات العالم عبرها!ا
لقد زادتني فهماً بالحياة .هذه المكتبة الصغيرة ، أشبه بعالم ساحر كدنيا العجائب ، لا يبهر إلا من ضحّى بكل غالٍ لاكتشافه ، وامتلك العزيمة والهمّة والصّبر والإقدام لاستخراج كنوزه .ففيها من أخبار الأمم ، ومن عصارة فكر العلماء ، ومن محابر الأدباء ، وسير النابغين والحكماء ما يشعركَ بأنكَ قد عشتَ يوماً معهم ، وجلستَ متأدّباً في مجالسهم ، وارتشفت من رحيق فكرهم ، فأنت في ربحٍ دائم لا ينقطع ، مادمتَ معهم ، فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم
وأخذتني الذكرياتُ بعيداً ، وسافرت بي إلى يومٍ كدتُ أنساه ، يومٌ هو الحلم في حياة فتاة صغيرة ، لا تتمنّى أن تمتلكَ دمية جديدة ، ولا أن تزهو بثوبٍ جديدٍ ، لكنها تمنّتُ لو حصلت على مكتبة عامرة بكتب من كل جنس و لون
وغفا حلم الصغيرة أعواماً ليستيقظَ على وقعِ حنينٍ ،وكتابٌ عظيمٌ يهدى إليّ متوّجاً باسمي كان هدية أبي من بلاد الحرمين ،وكم فرحتُ بكتاب الله يهدى إليَّ فكأنّهُ كان يومُ عيد
لقد كان بداية النور الذي شعّ في مكتبة خاوية ، فأغنى عن كلّ كتاب ، وكان الزّاد والعُدّة
. فاعتنيتُ بوضعه على رفّ مكتبة خاوية ، واعتزمتُ أن أعمرها بقلبي وروحي خطوة خطوة
قادتني الأقدام إلى إحدى المكتبات ، فطرقتُ بابها أبحثُ عن روحٍ تركتها على أحد الرفوف ، و انتابتني نظرات حائرة : ترى إن سألني عن طلبي ماذا تراني قد أجيب ؟
أأخبرهُ بأني فقدتُ روحي وقد توزّعت في كلّ كتاب ! فمن أين يأتِ لي بها ؟
قد ينعتني بجنونٍ وما أنا إلا فتاةٌ ترسمُ حلمها بريشة حب ، فالقلب الذي تملكهُ لا يجيدُ إلا هذه اللغة ، وإن أتقن كلَّ اللغات
.اخترتُ ما أعان الله عليه من هناك ، ودفعتُ ثمنه مما ادخرته من مصروفي الخاص ، وعدتُ إلى مكتبتي الحبيبة ومعي طاقةَ فكر معطّرة بمسكٍ لا أنسى عبيره ما حييت
وسار المشروعُ الصّغيرُ على قدم وساق ، وتواردت الكتبُ تباعاً
أنظرُ إليها الآن ، بعد أعوامٍ من التطوير ، وكم آسفُ على ضآلة حجمها
أحلمُ بمكتبة واسعةٍ جدرانها كتبٌ ، وأسقفها صِحافٌ ، وأرضها من الورق الأملس ، أكتبُ عليهِ خطواتي ، وما تعلمتهُ من كلّ كتاب
أمة نورها القرآن ، ونبراسها السّنة ستبقى بها أجيالُ خير إلى يوم الدين ، ولن تعجز الأرحام أن تنجب رواداً في العلم والفكر يحملون أدوات النهضة ، ويرتقون سلم الحضارة .وعزمتُ أن أغرس في كلّ قلب حباً ضاع ، لحضارة منسيّة

الخميس، 21 أغسطس 2008

رسائل زوج إلى زوجته

تمنيت لؤلؤة
فاكتشفت أن الله رزقني كنزا من مختلف الجواهر
أبقاك الله لي دوما ذخرا ، وسكنا ، وعونا
***
لحبيبة قلبي أسطرها
وبكل الشوق أغذيها
اليوم تزيد نضارتها
وغدا بالود ننميها
" أحبك أنت ِ أيا قمري "
من كل فؤادي أغنيها
وجميع الكون يعانقنا
ويردد معنا آمينا
احفظ يارب محبتنا
واجعلنا للناس دليلا
***
بحُبك يا منى عمري
لبست اليوم تيجانا
وعشت كأنني ملك
حاز المجد ألوانا
وصار الشعر من نظمي
يفوح شذا وألحانا
وهذا القلب مفتون
بحبك صار ولهانا
صباحك مشرق عذب
بطوق الورد مزدانا
***
تاج رأسي ، ونور عيني ، ونبض قلبي
أنت ِ لي أكبر نعمة وخير زاد
كلمة منك ِ تكفيني، وهمسة منك ِ تحييني
مهما كانت المصاعب أفيء إليك ِ فأغسل عني كل نصب وتعب
أبقاك ِ ربي لي بخير حال
وجعلني لك ِ قرة عين
***
الاسم " يا أجمل لؤلؤة"
سطعت في كل الآفاق
يا كل الحاضر والآتي
يا من لحياتي الإشراق
بحياتي أنت ِ زمردة
مالكة كل الأشواق
حبك ِ لكياني بلسمه
والقلب ينادي أهواك
ما أجمل روحك لؤلؤتي
يا أشبه بشر بملاك
***
حبيبتي
على يديك ولدت
ومن حبك ارتويت
وبك صار لحياتي معنى..أجمل معنى
***
وقودنا الحب
رسالتنا نهضة الأمة
غايتنا رضا الرحمن
وسيلتنا عمل وجهد لا ينقطع
هيا غاليتي لنعلنها مدوية : نحن لها.. نحن لها
***
من بين كل النساء اخترتك
وأنت ِ يازهرة حياتي أحببتك
ولو خيرت بينك وبين كل كنوز الدنيالاخترتك
حبيبتي
أدمنتك
***
لأنك طموحة ، رقيقة ، جميلة
لأنك تفهميني تشجعيني تحتويني تحبيني
فأنت ِ كنز حياتي ، وأغلى ما لدي
وأنت ِ دوما الأغلى والأحلى والأهم في هذه الدنيا
***
حبيبتي، اعدك أن أكون لك ِ دوما كما تحبين
صامدا، ثابتا ، محبا ، مخلصا
لن أستسلم يوما حتى نصل يوما لأسطورتنا الذاتية
كيف لا ، والطريق يبدأ بك ؟
نسأل الله أن ينفع بهاوأن يصلح بيوتنا

رسائل زوجة إلى زوجها



سكن ومودة ورحمة

في خضم معارك الحياة الطاحنة
تذوب العاطفة وتتبخر من بيوتنا
ولا ندرك أن السر يكمن في .. كلمة حانية
وانطلاقا من هذا المبدأ
سنوافيكم بإذن الله
برسائل من نور
سنبدأ برسائل الزوجة لزوجها ، وبعدها ستأتي رسائل الزوج
نسأل الله أن ينفع بها
ملحوظة : لا تستخدم هذه الرسائل إلا في ظل الحلال الطيب
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
انتظرونا

أختاه

أختاه اشتقت ليوم لقائنا على منبر من نور بأعلى جنانِ
*** في مقعد علوي نسامر بعضنا نعطر همسنا بلغة الإيمان
*** نستشرف الذكرى نبث شوقنا يغشي طيفنا عرش الرحمن
*** أختاه حبك قد سكن جوانحي سرى في خاطري و كل كياني
*** أنت في عيني النور يشدو مغردا و الدفء و الإخلاص و كل زماني
*** يا رمز براءة ينطق بالوفا أغمرني بفيضه وسع الإمكان
*** و برفقة انجم نرقى للعلا منذ لقائنا في عناق حاني
*** و بقوة عهدنا نسطر مجدنا و نروي عزمنا بحب و تفاني
*** أختاه سامحت موطن زلتي و كنت برفقتي وقت الأشجان
*** و جدت فيك العون عند شدائدي و كنت لهمتي أعظم قبطان
*** نقود ركبنا بشدو حبنا و نمضي للعلا مرسى العنوان
*** يا وجه رفعتي و نور ظلمتي يرقرق دمعتي فراق ثواني
*** صوت نصيحتك يتوج هامتي و يلهم مسمعي أعذب ألحاني
*** رباه أطلب أن تديم رفقة من نبع محبتك نهل القلبان
*** و أعوذ برحمتك شر تفرق و شر نزغة من الشيطان
*** و أحمد ربنا و أشكر نعمة فالله _ أختاه _ بمثلك أهداني
***

نهضة ماليزيا في عيون زويل

د. أحمد زويل يتحدث عن تجربة نهضة " ماليزيا " المثيرة
لقد بهرني ما كنت أتابعه عن ماليزيا ، إلى أن شاهدت بنفسي معالم النجاح بعد أن تلقيت دعوة رسمية لزيارتها
كنت مدعوا لإلقاء محاضرة عامة ، و كان جدول زيارتي يتضمن لقاء مع الدكتور " مهاتير محمد " و قد التقيته في مدينة جديدة تدعى " بوتراجايه " ،و هي مدينة بنيت بالكامل في عهد " مهاتير "و تكفي زيارة هذه المدينة لنكتشف طبيعة الرجل و طبيعة تجربته ، فهي مدينة منظمة و أنيقة ، و قد بنيت جميع منشآتها لأهداف و وظائف محددة ، و جرى تنظيمها لتسهيل عمل ا لدولة و أجهزتها المركزية ،و يتوسط المدينة مسجد رائع يمثل بحق تحفة العمارة الإسلامية
و من هذه المدينة يمكن فهم ماليزيا ، فهي دولة عصرية تساير التقدم العالمي و مع ذلك تجد الإسلام فيها قوياو حاضرا دون تعارض بينهما
و ربما يكون هذا أهم ما قدمت ماليزيا للعالم الإسلامي المعاصر ، التقدم و التدين معا
ذلك أن التدين الماليزي يتسم بالتسامح و الاستنارة
و قد استمتعت بزيارة المساجد و الخطاب الديني المستنير
و المرأة المسلمة في ماليزيا ليست عبئا على الحياة العامة ، كما أنها لا تستغرق في إظهار تدينها و الإعلان عن التزامها الأخلاقي ، بل إنها جزء من النسيج الاجتماعي مثل الرجل تماما ، و تمارس عملها و حياتها مثل المرأة الغربية ، و لا يفرق بين المرأة الماليزية و بين نظيرتها في الغرب إلا ارتداء الحجاب و إطلالة الثقافة الإسلامية ، وأذكر أنني حين زرت ماليزيا كانت تتبعني مرافقتان ، واحدة مسلمة محجبة و الثانية هندوسية .. كانت كلتاهمانموذجا للكفاءة و الانضباط
يتعايش المسلمون في ماليزيا مع البوذيين و الهندوس في درجة عالية من التسامح ، وهم في هذا التسامح لا ينطلقون من موقف أخلاقي فقط ، بل هم يدركون تماما أن عدم التسامح سوف يؤدي إلى هزيمة الجميع
و قد قال لي مهاتير محمد : كان لابد من خلق حركة في هذا البلد ،و قد استلزم ذلك تغيير عقلية المواطن الماليزي
و قد فعلت ذلك من خلال أمرين : الأول تغيير نظام التعليم حتى يعادل التعليم المتقدم في العالم و يتفاعل مع الثورات العلمية المعاصرة . و الثاني تصحيح الوضع الاجتماعي و الاقتصادي للمالايو الذين يشكلون اغلبية السكان
و في الواقع فإن الدكتور " مهاتير " يمتلك فكرا سياسيا رفيعا هو ما جعل من سياساته استراتيجية متكاملة . و هو فوق ذلك يمتلك شخصية قوية و بسيطة ،و أذكر أنني حين زرته في مكتبه الرسمي في " بوتراجايه " لاحظت للوهلة الأولى مدى ثقته و بساطته ، و حين جلست معه تأكد لي ما كنت أعرفه عنه من ثقافة واسعة و رؤية ثاقبة ، و من السهل أن تدرك أن الرجل الذي تجلس معه هو قارئ جيد للتاريخ و مخطط جيد للمستقبل
لقد حكى لي مهاتير و قال : إنني فكرت _ مع الآخرين _ كيف ننقذ هذا البلد مما هو فيه ؟ و كيف ننقل الماليزيين من أطباق الأرز الفقيرة إلى آفاق الرخاء ؟
و قد اعتمد " مهاتير " في تجربته على ثلاث ركائز أساسية : على الوحدة الوطنية حتى لا يكون الجهد أو العائد مقصورا على طائفة دون الأخرى ،و حتى يشعر الكل بأن التجربة هي تجربتهم و أن النهضة تستهدف الرخاء للجميع . و الركيزة الثانية .. الاتجاه شرقا و الإفادة من التجربة الواسع لليابان ، و الثالثة .. الإصلاح غير التدريجي و الانتقال السريع إلى التكنولوجيا الحديثة
لقد بنى مهاتير مؤسسات الدولة على نحو بارع ، و شارك بنفسه في وضع الخطة الاستراتيجية للتنمية
( ماليزيا 2020 )
و يعتقد البعض أن مهاتير فعل كل هذا النجاح على حساب التطور السياسي و الديموقراطي في البلاد
لكنني أميل للاعتقاد بأن" مهاتير " لم يكن ديكتاتورا ، و أدلل على ذلك بما اتخذه هو نفسه من قرار تاريخي ، حيث اختار راضيا و بمحض إرادته أن يترك السلطة
و حين سألته _ قبيل مغادرته السلطة _ هل تنوي ذلك فعلا ؟ .. قال : هذا قرار نهائي
و إذا كانت ماليزيا بعد أكثر من عشرين عاما من تجربتي في الحكم غير قادرة على أن تمضي بمفردها ، يصبح كل ما فعلناه خطأ ، و ما لم تجد البلاد قيادات سياسية جديدة تكمل طريق ماليزيا إلى المستقبل ، فالمعنى الوحيد لذلك .. أنني فشلت
و قد مضى الوقت ، و ترك مهاتير السلطة ، و نجحت ماليزيا في الاستمرار ، و أما " مهاتير " نفسه فهو مرشح الآن لنيل جائزة نوبل للسلام تقديرا له على تجربته في تقديم نموذج للتنمية المتقدمة في مجتمع إسلامي يحتوي على ديانات و عرقيات مختلفة ، و في تقديري فإنه يستحق الجائزة .و سيبقى فكره السياسي و الاقتصادي مصدر إلهام يحظى بالتقدير و الاهتمام

الأربعاء، 20 أغسطس 2008

يا حبيبي يا رسول الله 1

نظر إلى الطريق أمامه .. فوجده وعراً مليئاً بالحجارة والصخور
ورأى الشمس تطلّ من خلف الغيوم ، تهب الأرض إشراقاً ونوراً
فبدأ على بركة الله مسيرته...سار إلى الطائف وأمل الدعوة يحدوه لتبلغ كلماته كلّ قلب
سار إلى الطائف ونور الإيمان يرافقه ، يمدّه بعزيمة قويّة كلما ثبطه الزمان
فقد خرج من مكة مطروداً حزيناً آسفـــــــــاً على قومه .. خرج ليبلغ الهدى إلى غير مكان ، فإن أخرجته بلاده الحبيبة ، فلعلّ بلاداً أخرى تفتح ذراعيها لتستقبله بحفاوة وتكريم
ولكنه الظلم ! !!ذاك الذي يقف دائماً حائلاً بين القلوب وملامسة النورظلم العبد لنفسه ، بحرمانها من أن تتشرب الهدى ، وحرمانها من العودة إلى دين الفطرة ، دين السلام
.وما أبشع الظلم حين يتخطى بجبروته حدود الإنسانية ، ويتحول إلى بركان ثائر ، يحرق كل شيء حوله ، قبل أن يحرق نفسه بنفسه !
وما أقساه .. شعور الحزن الذي ينتاب المرء ..حين يحمل قلباً مفعماً بالنقاء ..مليئاً بالحبّ والتضحية ..يحمله ليضيء كوناً برسالة خالدة لا تموت ..يهديه بخفقات إيمانية يسمعها كلّ مخلوق ..فيستجيب الحق ، ويصمّ آذانه الباطل
لكن صوت الحق يعلو ويعلو حتى ينتشر في كلّ مكان فلا ينحسر ، ولا يستطيع سدّ _ مهما عظم _ أن يوقفه
وخرج – صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف .. متحديا كل جبروت واستقبله زعماؤها بوجوه كئيبة عابسة ، واستمعوا له ولسان حالهم يقول له : توقف ! فصوتك لن يسمع في هذه الجبال العالية ، ودعوتك لن تجد لها مكاناً هاهنا .. ارحل .. فوميض الإيمان لم يسطع في القلب بعد !
وردّته الطائف بكبرياء زائف ، ونادت سفهاءها وعبيدها بتعجرف وأمرتهم أن يؤذوه .. لم ترع حق الضيافة ، ولا حق الرسالة ، ولم تع درس الدعوة بعد
كانت كأميرة مدللة متكبرة ، حصنت نفسها في برج عال ، وحبست عنها كلّ عين ، حتى شعاع الشمس لم تسمح له بأن يراها ، وظنّت بذلك أنها قد دافعت عن كبريائها الأجوف ، بينما هي قد أغرقت نفسها في مغاور مظلمة
ومشى محمد صلى الله عليه وسلم دامع القلب .. دامي الأقدام .. مثقلاً بجراح الأمة وهمومها ودخل بستانا وارفاً ليستريح ، ورفع يديه بدعاء أبكى الحجر ، دعاء بكت فيه الحروف إشفاقاً وحباً
فكان يقول : اللهم إليك أشكو ضعف قوّتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، إلى من تكلني ؟ إلى عدو يتجهمني ؟ أم إلى قريب ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع عندي ، أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحلّ علي غضبك أو أن ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله
.وإذا بالنور يلوح له أقرب مما يتوقع ويأتيه ( عدّاس ) من بين كروم العنب مشفقاً يحادثه ، وينطق بشهادة الإسلام ، وكأني به يقول له ولكلّ مسلم قد أوذي أو طرد أو عذّب في سبيل الله : أنا رسالة النور التي اشتقت أن تبلّغها ، أنا رمز الأمل ! فلا تبتئس ، ولا توقف نداءات الخير مهما آذوك ، ومهما عذّبوك ، ومهما طردوك ..ففي الحياة ثمّة نور كامن في الأعماق ينتظرك .. كي توقظه للعالم أجمع

وضحك الله لهما

تململ في فراشه ببطء وهو ينكمش تحت لحافه الوثير الذي يمنح أعضاءه الدفء في هذا البرد القارص
وما أن ألقى نظرة على عقارب ساعته المنبهة حتى أعلنت في رنينها أن أذان الفجر قد بقي عليه ساعة كاملة
تقلب مرة أخرى والنوم يغلب عينيه ثم تغلبه،
وذلك الصوت البغيض يهتف في أذنه: عليك ليلٌ طويـــــــــــلٌ .. فارقد ..كادت جفونه تستسلم لهذا الهتاف وتنقاد، وقد زاد البرد عليها فكأنه يريد أن يلاصقهما فلا تفتحهما إلا أشعة الشمس الدافئة إذا طلع الصباح
.لكن ذلك الحديث النبوي الذي طرق ذاكرة عقله أتاه، وصدحت الكلمات في رأسه .. إن الله ليضحك إلى رجلين: رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ، ثم قام إلى الصلاة،
فيقول الله عز وجل لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا! رجاء ما عندك، وشفقة مما عندك.
فيقول: فإني قد أعطيته ما رجا، وأمنته مما يخاف
إنها أجمل الكلمات التي سمعها طوال حياته .. تشعره بقربه من ربه وراحته كلما سمعها أو قرأها
وبعزم يلاقي الشوق إلى أن يضحك الله له؛ نفض دثاره عن جسده، ثم همس في أذن زوجته همساً أن هيا شاركيني الأجر ليضحك الله لك،
فأجابته راجية أن يدعها تحاور النوم ويحاورها،
ولو نطقت أعضاؤها لرجته ألا يخرجها من دفئها وسلامتها
فابتسم ثم قام إلى وضوئه
فنفض ذنوبه وخطاياه به،ثم عاد بقطرات الماء التي علقت بيده فنضحها برفق على وجه امرأته فكأنما مست عصفوراً صغيراً فارتعش
ثم رجاها ثانية أن تشاركه لحظاته النورانية الروحانية ..فأطاعت الزوجة زوجها ..وانتصب الجسدان بخشوعٍ في ظلام الليل الأخير
وشرع الزوج يرتل القرآن ترتيلاً ندياً خاشعاً ينجذب له الطير من السماء،
ويسكن له المتحرك من الأحياء
.فكأن هذا البيت المضيء في السماء من بين البيوت المظلمة قد قصدته ملائكة الرحمة والرحمن،
فطفقت تتنزل من السماء تحوم حوله تستغفر لصاحبيه وترجو الله أن يرضى عنهما
وانصاع الكون لهذا اللحن الإيماني
فهبت رياح خفيفة تحمل كل المعاني من الطهر والحسن والطيب،
وانتشر العطر الحسن متضوعاً في الهواء،وصدعت الديكة بصوتها مستبشرة بنزول الملائكة،
واصطفت على الشرفة بضعة طيور تستمع القرآن من تلك الشقة الطاهرة
وفرغ الزوجان من ركعتين هما أجمل من الدنيا وما فيها ..واستبشرا بضحك الله لهما
.ثم استشعرا نداءات الرحمن القدسية في ذلك السحر : هل من تائبٍ فأتوب عليه .. هل من مستغفرٍ فأغفر له .. هل من سائلٍ فأعطيه ..؟
وارتفعت الكفوف في آن واحد تردد كلمتين خفيفتين حملتا كل الشوق : نحن يا رب .. نحن يا رب
وعلَا صياح الديكة .. وازدادت رياح السماء .. وأذّن الفجر .. و .. وضحك الله لهما

نحو أسطورتنا الذاتية

كل إنسان منّا يحوي في داخله كماً كبيراً من الأحلام والطموحات والتطلعات إلى المستقبل،
وكل منّا يرى نفسه في مرآة الآتي شخصاً ما متفوقاً ومتميزاً في مهمته أو مهنته،
كلنا نمتلك الأحلام الكبيرة، لا أحد يمتلك حلماً ضئيلاً ليكون حلم حياته.
.دائماً الحلم كبير وواسع وجميل وجالب للسعادة أيضاً
.ليس عيباً أن نتمنى لأنفسنا النجاح ولا التفوق،
وليس من الخطأ أن تكون هنالك خصوصية لحلم كل واحد منا
فالخطوة الأولى للنجاح تبدأ من رسم لهيكل المستقبل في أطر ما نحلم به .
والجميع دون استثناء يتحمس لهذه الخطوة الأولى، ويبادر إليها مسرعاً ويحشد لها كل تفكيره وإمكاناته وطاقاته
.ولكن .. ماذا بعد الحلم ؟ وما هي الخطوة التالية لصناعة الهدف ؟
أليست هي العمل ؟!
هنا عند الخطوة التالية تفتر الهمم، ويتكاسل الكثير عن خطوها، ويستثقلون عبورها،
لأنهم ببساطة يريدون الوصول مباشرة إلى خط النهاية .. إلى الغاية المنشودة
هي ولا شك المرحلة الأصعب، يتثاقلونها لأنها تحتاج إلى الجديّة والمثابرة،
وكثير جداً من الصبر والعطاء..
وقد يحاولون كثيراً عبورها لكنهم يخفقون بكل أسف، لأن زاد الصبر ينفذ من حقائبهم، وتجف واحات قلوبهم من الرغبة في بذل المزيد .
مشكلتنا اليوم هي أننا نريد الحصول على " الكنز " دون أن نفكر كيف نصل إليه ،
ودون أن نطلع على خارطة الطريق ،
و دون أن نرغب في لمس لحظات الاستكشاف و المتعة و اكتشاف الجديد الذي سيقابلنا خلال رحلة بحثنا عن أسطورتنا الذاتية ،
بل دون أن نعبأ بعلامات الطريق
.بائع للحلوى تميز وجهه ابتسامة و سماحة ، منفتحا على الحياة ، وعندما سأل عن ذلك قال : لا أصنع الحلوى لأني أريد أن أرحل أو أريد أن أتزوج فتاتي ، لا ، إنني أصنع الحلوى لأني أحب هذه المهنة
و على غرار ذلك فأنا لا أدرس الطب لأني أريد ان أنهى دراستي ، أو أن أحصد أعلى الشهادات ، لا ، إنني أدرس
لأني أحب هذه الدراسة ؛ فهى العلامات التي ستقودوني نحو أسطورتي الذاتية ..
و لهذا قالوا : إذا أردت أن تعرف هل أنت قريب من أسطورتك الذاتية أو بعيد عنها ، فأنت لا تحتاج سوى النظر في مرآتك و أنت تبحث عن أسطورتك .أي : أثناء عملك .
النجاح المعلّب الذي يقدم إلينا دون عناء قد نسعد به قليلاً لكنه لن يهبنا أبداً شعور الراحة والطمأنينة كوننا حصدناه عن جدارة واستحققناه بجهدنا وتعبنا
أعمالنا اليومية كثيراً ما نهملها لمخاوف تعترينا كونها شاقة أو صعبة، أو ربما مملة رتيبة، وذلك لأن الرغبة قد ماتت من قلوبنا، وفقدنا المتعة الحقيقية في مزاولة العمل
ماذا إن كان العمل هو هدفنا؟ .. هو كنزنا الحقيقي ، وليست نتيجته .
.ماذا إن استمتعنا بكل لحظة كوننا نقدم لأنفسنا مهنة شريفة ولأمتنا إنجازاً يقودها إلى ركب التقدم ؟
..إنه لشعورٌ رائعٌ أن نعيش لحظات العمر بكثير من متعة ورضا عن النفس،
والشعور الأروع هو ذلك النجاح الكبير الذي يقدّم إلينا دون أن ننتظره
.مهما كبرت أحلامنا واتسعت وكانت رائعة، فالأروع أننا صنعناها بأيدٍ متقنة،
وسرنا إليها برويّة، ولم نتخاذل عن تحقيقها كما فعل الآخرون
ويحضرني الآن مثلٌ صينيٌّ يقول : يهب الله كل طائر رزقه، ولكن لا يلقيه له في العش .
فليكن تحليقنا كالطيور رفيعاً سامياً عالياً، لننظر إلى الكون نظرة أوسع، ولكن نرجع إلى أعشاشنا بغنائم أكبر

الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

مدرسة العظماء

رغم أنَّ الشمس الحارقة قد تربعت في كبد السماء
وتوحدت مع مشاعر القلق والخوف والترقّب التي حوتها قلوبهنّ ..
فبلغ منهنّ الحرّ والتعب وشدّة العطش ما بلغ إلا أنهنّ بقين واقفات ينتظرن الفوارس بصمت وسكينة
إذا نظرتَ إليهن .. شعرت بأنك تنظر إلى جبال راسيات ولسمعت وشوشة كصوت النسيم حين يصافح أوراق الشجر ..
فيملأ الكون جمالاً وسكينة ، فواحدة تكبّر .. وأخرى تسترجع .. وثالثة تحيي في القلوب أملاً بلقاء العائدين المجاهدين أو بظفر بألقاب الشهادة تزيّن تاريخ أقاربهنّ الذين سبقوهنّ إلى الجنّة وكانت هي بينهنّ .. تعلو وجهها ملامح القلق والرجاء .. تروح وتجيء فوق الرمال الجافّة لا تلوي على شيء ..
تحاول حبس دموع الخوف .. وتدفع القلق بذكر حكيم تردده هامسة .. فيسبغ الرحمن على قلبها حلّة من السكينة والطمأنينة فتهدأ روحها وتزداد يقيناً بالله وإيماناً ولا يمض وقتٌ طويل ..
حتى يتوالى الركبان عبوراً أمامها ... وترقب مشاهد لقاء فتدمع منها العين ..
هذه جارتي قد عاد زوجها وأسعدها الله بلقياه وتلك رفيقة روحي تحمد الله على شهادة ظفر بها أبوها .. رحمه الله !
رحم الله شهداء المسلمين متى تأتيني أخبار تهدئ لوعة قلبي لكم الله يا أهل أحد ، لكم الله ..
ويأتيها فارس من بين الركبان مقطب حاجبيه .. تتعثر منه الخطا وكأنما يتمنى لو عاد إلى المعركة ولم يخبرها بفجيعتها
أفكار سوداء لاحت له في لحظات ظنها دهورا
كيف ستقوى امرأة على الصبر .. هول الفجيعة سيقتلها ..
من سيقف بجوارها يساندها؟
الله معهــــــــا ويقترب منها ينعي لها الأحبة الثلاثة .. زوج وأخ وأب !
وأي مخلوق في الوجود أغلى من هؤلاء الثلاثة وكأنه يقول لها أنت يا امرأة أرملة ويتيمة وأخت شهيد ..
وكأن الكلمات لا تطاوعه فيخرجها عنوة ..
لتوقفها حروف خرجت ناطقة بإيمان عميق - ما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وتبرز أمارات التعجب والإعجاب معاً على وجوه الحاضرين فيجيبها السائل - خيراً ..
ويحركه شعور العطف فيستأنف قائلاً : -
هو بحمد الله كما تحبين ولا تشعر بأن الكلمات قد روت لها ظمأ ..
وتهاجمها عاصفة الخوف على حبيب الله ونبيه الكريم فتقول : -
أرونيه حتى أنظر إليه ويشار لها عليه صلى الله عليه وسلم
فتهدأ روحها وتخرج الكلمات موشّاة بنور منثور ..
لتقول كل مصيبة بعدك جلل !
وكأني بحروفها تخرج هادئة من قلب غلفته السكينة مصابي ضئيل أمام نجاتك ..
وحزني قليل أمام حياتك
وتؤرقني قصّة تلك العظيمة في زمن العظماء
وأحمل همومي لألقي بها في شواطئ بعيدة
وتتصاغر مصائب الدنيا في عينيّ وأنا أتعلّم من مدرسة عظيمة دروس الثبات واليقين
وأنا أتعلّم كيف توزن صغار المصائب وعظيمها وكم كنت أخلّ في ميزانها وأرجح كفّة الدنيا على الآخرة
علمتني يا ابنة الإيمان دروساً في نبل التضحية وشموخ الفداء
علمتني أن أنسى روحي عند تألمها أو أهبها شعلة متقدة لكلّ عابر على طريق الإيمان