الاثنين، 28 سبتمبر 2009

حرر فكرة .. تصنع إنجازاً

رائعة تلك الأفكار الغريبة التي تتكون فجأة في مخي ، وما تلبث أن تقفز هنا وهناك وهنالك
محاولة أن تجد لها مخرجا من ذلك الصندوق الجمجمي ، التي وُلدت فيه
أواسيها وأطبطب عليها .. أن تمهلي فكرتي الغالية
ولكنها لا تهدأ إلا إذا رأت النور ، وخرجت من صندوقها
ولكنها في الحقيقة لا تخرج كما هي ، بل تتحول طبيعتها
لتصبح شيئا آخر يدعى .. إنجاز
كانت هذه قصة كفاح فكرة ، تحررت من جمجمتي ذات ليلة لتصنع إنجازا
فكرتي بدأت برسالة قوية تهز أرجاء جمجمتي وكان نصها كالتالي :
"إحياء فكر المرأة المسلمة و النهوض به على النحو الذي ارتضاه الله لنا "
ولكن ، ما وسائلي لتحقيق ذلك ؟
فتقافزت الأفكار تطرح نفسها أمامي
واحدة تقول : موقع إلكتروني
وأختها تقول : بل جمعية
وثالثة تصرخ : بل شركة تنموية
على رسلكن أفكاري الحبيبات
فيمكنني الآن اختيار الفكرة التي تناسبني في فترتي الزمنية هذه
ولتكن فكرة إنشاء الموقع الإلكتروني
رسالة الموقع
الارتقاء بفكر فتيات الإسلام وذلك يشمل : -
رفع قائمة الاهتمامات والترفع عن توافه الأمور – تعميق الوعي وتوسيع الثقافة – النقاشات الجادة
وذلك كله من أجل صناعة الفتيات صناعة إسلامية ، تؤهلهن لأن يصبحن قيادات يصنعن المستقبل ويديرن الحياة ..
الفئة المستهدفة :
طالبات جامعة الفيوم ( بؤرة )، ثم التوسع ليشمل طالبات جامعة مصر ، ثم العالم العربي .
شعار :
هلموا يا فتيات الإسلام ، معا .. يدا بيد نصنع الحياة ، ونمضي في الركب .. ركب خديجة وعائشة وأسماء وخولة ..
ولكن يا فكرتي ستقابلني مشكلة في تحريرك
وهي فن إنشاء منتدى و إدارة موقع
مممم
لا ، لا يوجد شيء مستحيل
فأوحت إلى فكرتي أن أُنشيء منتدى مجاني ، وأجرب فيه كل شيء
وقد كان ،،،

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

قد فارقني موقعي ..

بالأمس فقط علمت بالأمر ..
علمت أني لن أراه ثانية
وما آلمني أكثر ، أني قد فقدته غدرا
لم يكن بالنسبة لي مجرد موقع إلكتروني ، بل كانت روحه تطوف حولي أينما رحت أو غدوت .. !
ولمَ لا ؟ وقد احتوى أفكاري وحواراتي ونقاشاتي
ما يقرب من الألف ومائتين مشاركة .. كل مشاركة منهن اقتطعت جزءا من عقلي وفكري وجهدي ووقتي .. وسكنت قلبي .. وملكت روحي
فكان موقعي هذا شاهدا على أجمل عامين مررت بهم .. بل لقد كان العمر
فكيف بعد ذلك لا أبكيه بكاء حارّا ، لم أبكه على أعز شخص فقدته ?!
وكيف لا أبكيه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل أحد : (أحد جبل يحبنا ونحبه) ?! فهذا يعني أن للجبل عاطفة يحب بها
فما بالكم بموقع عايشته ، وشكوت له ، وفضفضت فيه ، وفكرت ، وخططت ..
وكيف لا أبكيه وقد حنَّ الجذع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .. ?!
وأخيرا لم يبق لدي سوى صورة صغيرة وجدتها له أثناء بحثي ولم أجد غيرها :
وداعا .. ميد فيوم

الخميس، 10 سبتمبر 2009

محمد صبحي .. وأحفاده

مقدمة :
لم أكن يوما ما من محبي متابعة ذلك الجهاز الذي يدعى" تليفزيون"
بل كنت أُكن له في نفسي كراهة شديدة
لدرجة جعلتني أشترط على خطيبي ألا يدخل بيتنا " تلفزيونا " يوما ما
كان كرهي هذا لأسباب يعرفها الكثيرون تتعلق أغلبها بتلك التفاهة التي تعرض ليل نهار على فضائياته في شكل مسلسلات وأفلام هايفة وهابطة وهبلة وخالية من القيم " عذرا على الألفاظ " .
باستثناء بعض الفضائيات الغلبانة التي تعرض إعلاما موجها وهادفا وتحاول أن تتماشى مع الوضع السائد في آن واحد ، إلا أن هذه الأخيرة
لم تستحوذ أيضا على كثير مشاهداتي ؛ نظرا لأن النت يوفر لي ما أنشده من دروس ومحاضرات بل ويضيف على ذلك أني أحملها وأشاهدها وقتما أردت ..
ماذا حدث ؟
حدث أني تعرضت صدفة اليوم لمشاهدة حلقة من مسلسل " يوميات ونيس وأحفاده "
فكان أن دق قلبي ، وانتشت روحي ، وانبهر عقلي
وهتف لساني : معقول !!
مسلسل به قيم يعرض في التليفزيون ؟!
تابعته حتى انتهاء الحلقة بشغف ، وانا أنتقل من تجربة إلى أخرى في فن تربية الأبناء الذي لم أسمعه أو أقرؤه يوما ما في كتاب !
في تجربة مثيرة يُعلِّم ونيس أحفاده الأطفال الصغار _ الذين اندمجوا في مجتمع فقد روحه وانتماءه _ يعلمهم الاحتفاظ بهويتهم وبلغتهم ، فأحضر صندوقا ، واتفق معهم على أن من يخطيء ويقول لفظ خارج عن لغتنا العربية الجميلة ، سيضع في الصندوق جزءا من مصروفه
وهكذا ..
وسيكون هذا المبلغ في النهاية مكافأة لأقلهم أخطاءا ..
فكرة رائعة .. أليس كذلك ؟!
وفي لقطة أخرى ، جعلت الدمع يقفز من عيني ..
يزرع الجد في نفوس أحفاده الصغار معاني الرجولة المبكرة والشهامة ويعرفهم بعدوهم وبمعنى مقاومته ..
حيث يجلس ونيس وأحفاده حوله ، ليشاهدوا فيديو مسجل يعرض أحداث غزة الأخيرة
ويريهم كيف بأطفال في عمر الزهور مثلهم تماما ، يغوصون في دمائهم
ثم يعقب بكلمات ذهبية سائلا أحفاده :
ما موقفكم من عدوكم الأقوى منكم بكثير ، كيف يمكن أن تهزموه ؟
هل عدوك يتمنى أن يكون عندك تعليم متميز ؟
هل يتمنى أن تنعم بلادك بالحرية والديموقراطية ؟
هل يتمنى أن تملك بلادك فنا يحترم عقل المشاهد ؟
هل يتمنى أن يراكم متمسكين بالقيم والتراث ؟
هل يتمنى أن يرى الوطن متوحدا متماسكا ؟
بالطبع لا ..
وهذا ليس مشكلة لأن هذا هو معنى كلمة عدو ، الكارثة الحقيقة أننا نحن من نحقق له ما يتمنى ، بل نقدمه له على طبق من فضة ؛
فلا نحن نملك تعليما متميزا ، أو حرية أو فنا هادفا ، أو ..أو ..أو.. أو ..
ثم استطرد :
كل واحد منكم يستطيع أن يكون سلاحا يقهر العدو ..
إذا ما ..
فكر كيف يمكنه أن يصبح عظيما ؟
الطفل المعجزة
في الحقيقة لم أستطع أن انهي مقالي دون ذكر ذلك الطفل المسمى " أمان "
طفل يبدو في عمر التاسعة أو العاشرة
متحدث لبق
ذو وعي رهيب ، لدرجة أن جده يناديه : ياسيادة الريس !
قائد لتنظيم يدعى : تنظيم القادة قادمون
أرسل خطابا لرئيس الجامعة يطلب منه أن يلقي محاضرة لطلبة الجامعة ، وأجابه رئيس الجامعة بالموافقة " عدوها ده مسلسل "
وأثناء المحاضرة شرح فكرته في إنشاء هذا التنظيم
موضحا فكرته بأنه هو وزملاؤه سيكونون بعد عشرين عاما قادة المجتمع
ويوجه لطلبة الجامعة عدة طلبات تتوجه نحو إصلاح المجتمع من الآن
كي يمهدوا له الأمر عندما يصبح رئيسا للدولة !!
خاتمة
وبعد هذا كله
أدركت لماذا يكون للفن دور مؤثر بدرجة تفوق أي شيء آخر ..
وعرفت أيضا لماذا يضرب عدونا ضربته الأولى لنا الآن .. عن طريق الإعلام
حلم
أحلم أن يأتي ذلك اليوم الذي أرى فيه إعلاما موجها هادفا ، يخاطب القيم ، ويشحذ العزائم ، وينير الفكر ، ويعزز لدينا التراث ..
شكر واسفسار
أشكر الفنان محمد صبحي على هذا العمل ، وأسائله أين كانت هذه الروائع من زمان ؟!
همسة
لم يخلُ عمل من نقيصة
ففي المسلسل أيضا أحداث أظنها من باب ملأ الفراغ لإطالة الحلقات ، وشخصيات لا أجد لها دورا هادفا

الأحد، 6 سبتمبر 2009

(4) أدوار غيرت مسار البشرية ..

حين يريدُ الله تعالى أن يقضي أمراً عظيماً، يقدّم له بمقدمة، تكون تمهيداً لحدوثه، وتوطئة لتحقيقه، ولكي يسهلَ وقعُ الحدثِ على القلوب، فتتقبله بثباتٍ أكبر، وتستعدّ لحدوثه وقد تسلحت باطنياً لذلك، وآمنت بأن بلوغ الهدف العظيم، يستدعي تحمّل أنواع المشاق، بثباتٍ أكبر، وذلك من لطف الله تعالى بعباده، وإحسانه إليهم.
ولما كانت أكبر مهمة ، وأعظم هدف .. هو رسالات الأنبياء
فلابد أن الله اختار لهم من يمهد لهم الأمر قلبا يفوق قلوب البشر ، لابد أنه قلب تملؤه الحكمة .. !!
رأينا ذلك في قصة سيدنا يوسف ، عندما اختار الله له أباه ليكون من يمهد له أمر رسالته ، وهو يفسر له رؤيته :
(وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) 6 يوسف
ورأينا ذلك في قصة سيدنا موسى ، عندما اختار الله له أمه لتكون من يمهد له ، وذلك عندما أوحى إليها الله :
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) 7 القصص
أما سيد ولد آدم ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فلقد اختار الله له " ورقة بن نوفل " ليكون من يمهد له الأمر :
فقالت له خديجة: أي عم! اسمع من ابن أخيك. قال ورقة بن نوفل: يا ابن أخي! ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رآه.
فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم. يا ليتني فيها جذعا. يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أَوَمُخْرِجِيَّ هم؟" قال ورقة: نعم. لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عُوْدِيَ. وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.
لم يبلغ "ورقة بن نوفل" هذه المنزلة الرفيعة من فراغ ،
فلقد كان رجلا تملأ الحكمة قلبه بحق ، وينور الرشد عقله
لم يجارِ قناعات قومه حين ذاك ويعبد الأصنام
بل جد واجتهد ودرس وتعلم
حتى أتاه اليقين عن اقتناع وأدرك أنه لا إله إلا الله
وكم يقدّر الله للمرء في حياته أن يتعلم أموراً قد لا يلقي لها بالاً، ولا يدركُ لمَ كتب عليه أن يتعلمها، ويكتشفُ مع مرور الأيام سرّ ما قدره الله تعالى له من خير، وهو الذي سلّم أمره له، واستسلم بإيمان لقضائه.
ويبدو لي أن صاحب الحكمة يكون هكذا دوما منفردا مستهجنا من قبل قومه ..!!
يعيش بين أناس لا يفهمون أناشيد فؤاده ، ولا معاني بؤسه
فى وجود مكبل بقيود تائه فى ظلام شك ونحس
كما قال الشاعر ،،،
فإن كنت توقن أنك على الحق ، فلا تهتز أبدا لندرة السالكين
ولا بد لمثل هؤلاء من ثواب عظيم يكافيء أدوارهم الثقيلة في تغيير مسار البشرية ..
عن أسماء بنت أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل فقال:
"يبعث يوم القيامة أمة وحده".
وهكذا لا ينبغي أن نخرج من هذه الحياة إلا وقد أدركنا غاية وجودنا ورسالتنا
لا ينبغي أن نغادر دون أن نؤثر في حركة ومسار هذه البشرية