الخميس، 5 فبراير 2009

قضية الشك الكبرى

الصراع مع كوب العصير
بالأمس قمت بزيارة بعض أقاربي ، وكالعادة جاءوني بكوب من العصير وما أن أمسكت بالكوب حتى بدأ ما اطلقت عليه الصراع مع كوب العصير حيث تذكرت القصة الشهيرة " Typhiod Mary " ومفادها أن خادمة تدعى " ماري " كانت مصابة بعدوي بكتيرية ولكنها كانت حاملة للمرض فقط أي أن أعراض المرض لا تظهر عليها لعدة أسباب فسيولوجية ، بينما تستطيع أن تنقل المرض لمن يتعامل معها مباشرة . وبالفعل استطاعت أن تتسبب في وفاة عدد هائل ممن خدمتهم ، حتى أن الحكومة وقتذاك خصصت لها راتبا شهريا في مقابل ألا تعمل خادمة !! فربما تكون صانعة هذا العصير مصابة بأحد الأمراض التي تنتقل عدوتها بالطعام أو بالشرب !
!المنديل الموبوء
جالسة في مواصلاتي أنتظر إتمام عدد السيارة حتى تنطلق ، فرأيت عن بعد إحدى صديقاتي متجهة نحو السيارة لتركب معنا ، وإذا بها ترفع منديلا إلى أنفها وتعطس ، نظرت إليها وتخيلت كم عدد البكتيريا الموجودة الآن داخل هذا المنديل !! ، مازال المنديل في يدها اليمنى تقترب من السيارة .. دقات قلبي لم تعد طبيعية نعم ، لا أنكر أخشى أن تسلم علي باليد المليئة بالبكتيريا اقتربت .. ركبت ، حدث ما لم أتوقعه مدت إلىّ يدها لتسلم والمنديل الموبوء في نفس اليد مرت على اللحظات وكأنها ساعات .. مازلت أتأمل المنديل وأردد في داخلي : سأسلم الآن على مستعمرة بكتيرية وقد كان ..
الرذاذ المتطاير
نفس الشيء الذي كنت أفعله من قبل ، جالسة في مواصلاتي هذه المرة لفت نظرى ذلك الرجل الذي يجلس أمامي يبدو مريضا رددت : ربنا يسترمرت دقائق و إذا بنفس الرجل يكح في وجهي كحة غريبة لم أتحمل رذاذه المتطاير ، رفعت منديلى أكتم به أنفاسي وهنا راودتنى الأفكار ، إن عددا لا بأس به من المصريين مصابون بمرض السل ماذا لوكان هذا الرجل مصابا بالسل هو أيضا ؟ إن بكتيريا السل تنتقل عن طريق كحة أحدهم رباه ، ماذا أفعل ؟
فوبيا القطط
لا يمكنكم تصور ما أفعله عندما تمر قطة بجواري إن أقل شيء يمكن فعله في تلك اللحظات الحرجة هو : الصراخ أبعدوها عني . فأنا لا يمكنني تخيل كم الأمراض التي يمكن أن تنتقل إلىّ عن طريق هذه القطة الموبوءة !! حيث يعيش على ظهرها مستعمرة من البكتيريا والفيروسات والطفيليات -فبراغيث القطط والتي تستضيف دودة تدعى D.Caninum هذه الدودة ما إن تنتقل إلى الأطفال إلا وتسبب أمراضا عصبية بالإضافة إلى الإسهال - أما طفيلي ال Toxoplasma gondii فهو ينتقل إلى الإنسان عن طريق فضلات القطة وما أخطره على الأم الحامل خصوصا ،حيث يسبب إجهاض ، وإن لم يكن فسيسبب تشوهات للجنين خاصة للعين والمخ .و إذا انتقلت إلى الأشخاص جيدي المناعة ، فهى لا تسبب عبئا .أما إذا انتقلت إلى شخص ضعيف المناعة ، فستكون خطيرة للغاية حيث تسبب التهابا في المخ ، وتؤثر على عضلة القلب،وتسبب تضخم الكبد وتؤثر على العين.ليس هذا فحسب ، - فالقطط يمكنها نقل فيروس يدعى OPV إلى الإنسان وهو دون تردد فيروس قاتل ، حيث يموت المصاب به بمرض رئوي ، كما أن له خصائص نزفية وغيرها وغيرها وغيرهاوبعد هذا كله ، أليس معى حقا أن أصاب ب فوبيا القطط ؟!!
ليس عجيبا لا تتعجبوا إخوتي إن ما أصابني والذي أسميه :" قضية الشك الكبرى " شيء عادي إذا كنت تدرس خلال عدة أشهر : علم البكتيريا وعلم الفيروسات وعلم الطفيليات ويتوج كل هذا علم الأمراض ، و إن كنت أدرس مادة علم الأدوية ، إلا أنه لم يداوي أمراض ثلاثة مواد أخرى
من ذكريات الفرقة الثالثة